البناء المعرفي والقيمي والأخلاقي للطلبة من منظور فلسفة *أ.د عدنان الجادري

إن مايشهده عصرنا الحاضر ونحن في العقد الثاني من الألفية الثالثة من تنوع في مظاهر التقدم وايجابياته وما يرافقها في ذلك من علل وسلبيات كنتيجة مباشرة للتغير السريع الذي لم يعرف التاريخ له مثيلا، مما فرض هذا الواقع على كافة المؤسسات الرسمية والمجتعية وبالأخص تلك المسؤولة عن أحداث التنمية الشاملة قراءة المتغيرات والمسستجدات بشكل موضوعي ومنهجي واختيار السبل الكفيلة للاستجابة والتوافق مع العالم الجديد

وتأتي الجامعات في مقدمة هذه المؤسسات من حيث اهميتها ودورها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتبوئها المكانه الريادية الفاعلة في هذه المضمار وذلك لانها تمتلك الامكانات العلمية والبشرية والفنية بدرجة عالية لأداء مهامها وبالأخص  فيما يتعلق بإعداد الكوادر البشرية القادرة على ادارة وقيادة المجتمع في كافة مجالاته وأنشطته

لهذا لم يأت شعار الريادة والتميز الذي رفعته  جامعة عمان العربية في شكله ومضمونه لغرض التسويق الاعلامي والولوج في المنافسة في سوق  العمل دون مرتكزات ومقومات واقعية وعملية ، وانما جاء كنتيجة لجهود مضنية وتجسيداً لوعي القيادة الجامعية في منهجها الهادف الى تحديث بنيتها الاكاديمية والعلمية وقواعدها التنظيمية وارساء دعائم وفعاليات وانشطة تتجاوز في حدودها الاسوار الجامعية لتقدم نواتجها العلمية في خدمة المجتمع وتطوره. وذلك انطلاقا من اهداف الجامعة السامية وفلسفتها القائمة على خدمة المجتمع

وبناء على ذلك وامام التحديات التي يواجهها التعليم الجامعي في عالمنا العربي فقد دأبت جامعة عمان العربية بشكل جاد ووفق رؤية علمية ريادية الى دراسة مسيرة الجامعة والوقوف بموضوعية على كل محور من محاور انشطتها وفعاليتها العلمية والاكاديمية وبالأخص تلك التي تتعلق بالمناهج والخطط الدراسية للتخصصات والبرامج العلمية القائمة وقدرتها على تحصين الطالب وترسيخ قيمه وسلوكه الجامعي بما ينسجم مع معطيات المرحلة الراهنة لضمان اعداد الانسان الذي يتوازن في سلوكه الثقافي والعلمي والاخلاقي مع ايقاع الحياة المعاصرة ويتميز بالقدرة على

الاعتزاز بهويته الوطنية وانتمائه الاصيل لثقافته العربية والاسلامية والتمجد بها

ترسيخ قيم التسامح ونبذ التطرف واحترام الرأي الآخر

تنمية المنظور القيمي للعلم والتكنولوجيا واهمية توظيفه في الحياة المعاصرة

تقوية صلة الترابط بين العلم والعمل والنظرية بالتطبيق وتنمية الاتجاهات نحو العمل المهني

تنمية انماط التفكير العلمي والابداعي والناقد في معالجة وحل المشكلات الحياتية

تعزيز النمو الفكري والخلقي والثقافي للطالب ليصبح عنصرا نافعا في المجتمع

بناء الشخصية المتكاملة والمتوازنة للطالب في كافة جوانبها المعرفية والمهارية والوجدانية وصقلها بالاتجاه السلوكي المرغوب ووفق الفلسفة السائدة في المجتمع

بناء على ذلك ووفق رؤية جامعة عمان العربية وفلسفتها ان الطالب هو محور العملية التعليمية والركن الاساسي داخل المؤسسة الجامعية في المجتمع وانه شعله الحياة المتوهجة التي تنير مستقبل البلد وبناء حضارته وان المسؤولية الاخلاقية والاكاديمية تملي عليها بناء وصقل شخصية هذا الطالب الجامعي معرفيا وسلوكيا وفق منظور قيمي وحضاري . ولهذا عملت جامعة عمان العربية بشكل دؤوب و بتوجيهات رشيدة من قيادتها الادارية والاكاديمية بقراءة الخطط الدراسية والمناهج المرتبطة بها لاعادة النظر في مضامينها لتصبح أكثر استجابة وانسجام مع المتغيرات التي يعيشها المجتمع بجوانبه الاقتصادية والاجتماعية. وكان من بين التطورات التي أجريت على الخطط الدراسية لطلبة الجامعة هو تعديل مساقات متطلبات الجامعة لطلبة البكالوريوس لتستجيب بشكل أوسع لمتطلبات الحياة المعاصرة وسوق العمل. حيث تم استبدال واضافة أربعة مساقات مهمة في تشكيل شخصية الطالب الجامعي وتقويم سلوكه بشكل هادف ومتطور وهذه المساقات المستحدثة

المهارات الحياتية التي تنمي لدى الطالب مهارات التواصل والاتصال وتنمية الشخصية القيادية والقدرة على مواجهة المواقف واتخاذ القرارت

الريادة والابداع: التي تنمي لدى الطالب القدرة على تقديم الافكار الجديدة والمشروعات المتميزة التي لها شأن في احداث تغييرات في مفاصل الحياة المختلفة

اساسيات المهارات المعرفية:الذي يساعد على اكساب الطلبة المهارات المعرفية وعمليات وانواع التفكير ومهارات الاستنتاج والتحليل والثقافة المعلوماتية والمعالجة الرياضية ومهارات حل المشكلات

الثقافة والسلوك الجامعي: الذي يهدف الى تنوير فكر الطالب بطبيعته الحياة الجامعية وبالسلوك الجامعي وفق اللوائح والتعليمات والنظم الجامعية وترسيخ قيم الانتماء الوطني وبث روح التسامح ونبذ التطرف

ومن منظور فلسفتها المتمثلة بأن الجامعة في خدمة المجنمع فقد عزمت جامعة عمان العربية على عدم اقتصار تقديم معرفتها العلمية الى طلبتها الذين يدرسون داخل اسوارها وانما لتتوسع في ذلك في تقديمها الى المجتمع الطلابي الاوسع وعلى مستوى الوطن العربي والعالم، وخير دليل على ذلك الاتفاقية العلمية والثقافية التي عقدتها الجامعة مع العديد من الجامعات ومراكز الابحاث والاستشارات والتدريب المحلية والدولية ومنصة ادراك للمساقات الجامعية الالكترونية التابعة لمؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية

حيث أن ادراك هي منصة الكترونية عربية للمساقات الجامعية مفتوحة المصادر وتعرف باللغة الانجليزية باسم(موكس) وهذه  المنصة  أتت بمبادرة من مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية وتستلهم عملها ونشاطاتها التربوية من مقولة جلالة الملكة رانيا التي نصت

اطلقنا ادراك لكي ندرك ما فاتنا

وندرك المستقبل الذي يليق بنا وتاريخنا

وبرسالة بعثت الينا تبدأ باقرأ

حيث تحرص مؤسسة الملكة رانيا على بذل كافة الجهود والمساعي للمساهمة في وضع العالم العربي في المقدمة  في مجال التلعيم كونه حجر الاساس  لتطور وازدهار الشعوب

وايمانا بالدور الكبير والمشرف الذي تؤديه مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية ، فقد آلت جامعة عمان العربية على نفسها ان تسهم وتتعاون و تدعم هذه المؤسسة واهدافها التي لها أثر في تحسين حياة افرادنا ومجتمعاتنا ودولنا وذلك بعقد اتفاقية علمية مع ادراك تتضمن تقديم بعض المساقات من خلال المنصة الالكترونية ويقوم بتطويرها وتنفيذها اعضاء من هيئة التدريس في الجامعة وأول هذه المساقات الذي كان لي الشرف في تقديمه الى ما يقارب ( 19000) متعلم على مستوى الوطن العربي والعالم والموجود حالياً على موقع المنصة هو

       “اساسيات البحث العلمي “

وفي اطار اتفاقية التعاون سيتم بإذن الله التوسع بمساهمة جامعة عمان العربية في تقديم مساقات الكترونية اخرى مستقبلا

واخيرا فإن هذه الجهود الكبيرة  التي تبذلها الجامعة في اعداد الطلبة وترصين المستوى العلمي و الاخلاقي والقيمي ما هو الا جزء يسير مما تعمل عليه الجامعة في تطوير واقعها العلمي والاكاديمي والدور الذي تؤديه في خدمة المجتمع